الجــوابُ : منْ خلال دراستي المعمّقـة للحديث الشريف و لمدة / 8 / سنوات ، وجدْتُ مـا يلي : الحديث الصحيح الأسـاسيّ : هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صلاة العيدين برقم 1472 ، و رواه الإمام أحمد في مسنده برقم 10637 ، عن أبي سعيد الخدْريّ رضي الله عنه : [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلّم يخْرُج يوم الأضحى و يوم الفطْر ... و كانَ يقول : تصدّقوا تصّدقوا تصدّقوا ، و كانَ أكثَر مَن يتصدّق النساء ... ] ، إذاً الرسول [ ص ] يطلُبُ من الرجال أنْ [ يتصدّقوا ] لأنّ النساء سبقوهم بالصدقات ، حتّى أنّهُن يتصدّقْنَ بالقرْط و الخاتَم ، فالرسول إذاً يمتدح النساء لأنّهُنّ الأكثر صدقةً من الرجال ، و الصَدقة لها ثوابٌ [ هائل ] و لا تُدخل صاحبهـا النار . الحديث الآخـر [ الذي قالوه ] : بعْـد أنْ دخل على رُواة هذا الحديث الراوي : [ زيْـد ابن أسْلم ] و هو باعتراف عُلماء الحديث : [ راوي حديث مجْروح ] ، فلمْ يرُق لـه أنْ يبقى حديثَ رسول الله حديثاً نقيّـاً صافيـاً ، فسحَب منه و أقحم فيه ، فغـدا الحديث بالشكل التالي : عن أبي سعيد الخدْريّ قال : [ خَرَج رسول الله صلى الله عليه و سلّم في أضْحى أوْ فطْر ، فمـرّ على النساء فقال : يا معْشرَ النساء تصدّقْنَ ، فإنيّ اُريتكُنّ أكثرَ أهل النار ، فقُلْن : و بمَ يا رسول الله ؟ قال : تكثُرْنَ اللعْن و تكْفُرْنَ العشير ، ما رأيْتُ منْ ناقصات عقْلٍ و دين أذْهَبُ للُبّ الرجُل منْ إحداكُنّ ، قُلْنّ : و ما نقْصانُ ديننـا و عقلنـا ، قال : أليْسَ شهادة المرأة مثل نصْف شهادة الرجُل ، قُلْنَ بلى ، قال فذلك منْ نُقْصان عقلهـا ، أليْسَ إذا حاضت لمْ تُصلّ و لمْ تصُم ، قُلْنَ بلى ، قال فذلك منْ نُقصان دينهـا ] . و الخطابُ الدينيّ يُروّجُ للحديث الثاني و يتجاهلُ الحديث الأوّل ، [ لغايةٍ في نفْس يعقوب ] . إنّ شهادة امرأتين مُقابل رجُلٍ واحد ، قدْ وردت [ مرّة واحدة فقط ] و في الأمور [ الماليّة فقط ، في سورة البقرة الآية 282 ] لأنهـا تتعلّقُ بحفْظ أرقام ، و في باقي الشهادات الأخرى فإنّ شهادة المرأة تتساوى مع شهادة الرجُل تماماً ، مثال : [ سورة النساء آية 15 ، سورة النور الآيات 6 ، و 8 ] ، فهل المرأة تكون [ ناقصة عقْل ] في الأمور التجاريّة ، و [ كاملة عقْل ] في باقي الشهادات الأخرى ؟ !!!!! ، أرأيتُم أنّ الموضوع هو [ غايةٍ في نفْس يعقوب ] كيْ تكرهَ النساء هذا الدين الحنيف . أمّـا الدورة الشهريّة عند المرأة ، فهي حالةٍ ليْست بيَد المرأة ، و لكنّ الله قد خلق المرأة هكذا ، فهل خلقهـا الله أصْلاً لتكون [ ناقصة دين ] ؟ !!!! ثُمّ الرجال الذين يُصلّون أكثر منَ النساء ، هل يضمنون أنّ صلاتهُم قدْ قُبلتْ أصْلاً ؟ !!!!! ، حتى يكونوا أكثر دينـاً منَ النساء ؟ !!!!! صلى الله و سلّم على صاحب [ الخُلُق العظيم ] الذي لا يُمكن أنْ يشنّ هذه الحملة على [ نصْف أتباعه و هُنّ النساء ] و على آله و أصحابه أجمعين